يرى مُعظم المُسوقين أن عملية التسويق قد تغيرت بشكل جذرى في السنوات الأخيرة، وذلك مع دخول الإعلانات الرقمية والتجارة الإلكترونية وغير ذلك. ولكن قلة فقط من هؤلاء المُسوقين هم من يستطيعون إستغلال هذا التغيير لصالح شركاتهم. الخبر السار أنه يمكنك الإنضمام إلى هؤلاء القلة إذا إستطعت مواكبة الأحداث الجديدة في عالم التسويق الرقمي تحديدًا، حتى تتأكد من أنك تستطيع أن تصل إلى جمهورك وتلبي إحتياجاتهم بأفضل صورة ممكنة. في هذا المقال ستجد 6 إحصائيات غاية في الأهمية ويجب أن تراعيها جيدًا قبل البدء في إنشاء خُطتك التسويقية.
محتويات الموضوعToggle
1-الهواتف المحمولة أولًا: 85% من مٌستخدمي الويب يستخدمون الهواتف المحمولة (وِفقًا لإحصائيات موقع Global Web Index )
في الحقيقة الهواتف المحمولة ليست المٌستقبل وفقط، هي بالفعل قامت بتغيير مجرى الأعمال والمشاريع في الأعوام السابقة، وبحسب موقع comScore فإن تأثير الهواتف المحمولة عليّنا قد وصلت إلى نقطة القمة. لعلك تعلم أنه في كل ثانية ينضم 9 أشخاص إلى قائمة مُستخدمي الهواتف المحمولة في العالم.
ولعل هذا أيضًا يَظهر من التحديثات الأخيرة التي قامت بها شركة Google والتي تضمنت تفضيل المواقع المُتوافقة مع الهواتف المحمولة عن غيرها وإظهارها في أول النتائج.
ولذلك يجب عليك أن تتأكد من أن موقعك مُتوافق مع الهواتف المحمولة، ويمكنك بسهولة إختبار ذلك بإستخدام أداة Google’s Mobile Friendly tool، وبمجرد إجراء هذا الإختبار سوف تحصل على المعلومات المُتعلقة بمدى قابلية موقعك للإستخدام من خلال الهواتف المحمولة وكذلك بعض الإرشادات والنصائح.
وكذلك الأمر أيضًا بالنسبة للتسويق عبر البريد الإلكتروني، يجب أن تتأكد من توافق البريد الُمرسل إلى المُستخدمين مع الهواتف المحمولة وذلك عن طريق إختيار مُزدو الخدمة مناسب. وتبعًا لموقع hambodigital.com فإن 69% من المستخدمين سوف يقومون بحذف نشرتك البريدية إذا كانت غير مُتوافقة مع الهواتف المحمولة.
وكل ذلك علاوة على أن الهواتف المحمولة أصبحت جزءًا أساسيًا من عمليات الشراء عبر الإنترنت ومن المتوقع أن تصل قيمة التجارة الإلكترونية من خلال الموبايل إلى 31 مليار دولار في هذا العام 2016؛ كل ذلك يجعل من تهيئة موقعك ليكون قابلًا للإستخدام أمرًا حتميًا إذا أردت المُنافسة والنجاح.
2-أهلًا بكم في عصر المُحتوى التفاعلي: بحلول عام 2019، سيصبح 80% من محتوى الإنترنت العالمي في شكل مقاطع فيديو (وِفقًا لتقرير شركة Cisco).
من الأمور الواضحة أن مُعظمنا يفضل مُشاهدة الفيديوهات، حيث أنها تكون مُمتعة ويمكن فهمها بسهولة وكذلك فهي غير مملة. يُساهم إنتاج مقاطع الفيديو في زيادة مُعدلات التحويل في مُختلف المجالات والتخصصات، وبحسب موقع Treepodia فإن إنتاج مقاطع الفيديو في مجال الإلكترونيات مثلًا قام بزيادة مُعدلات التحويل بنسبة 101% وفي مجال الهدايا بنسبة 113% وهكذا.
وعلاوة على ذلك، فإن مُعدل إستهلاك مقاطع الفيديو من خلال الموبايل قد شهد نمو هائل في الفترات الاخيرة، حيث نمى بمعدل 844% منذ عام 2012.
شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك وحدها تتم عليها ما يقارب 8 مليار مُشاهدة لمقاطع الفيديو يوميًا، لذا فأنت تحتاج إلى إنتاج مقاطع الفيديو حتى تستطيع التفاعل مع جمهورك وبناء علاقات معه على وسائل التواصل الإجتماعي.
ومع وجودة عشرات الطرق التي تُمكنك من إنتاج مقاطع فيديو عالية الجودة، فإن الأمر لم يعد صعبًا على الإطلاق كما كان قبل ذلك. يُمكنك إنتاج مقاطع فيديو مُتحركة ثنائية الأبعاد (2D Animation Videos) أو ثلاثية الأبعاد (3D Animations Videos) أو لقاءات حية مع الجمهور تُجيب فيها على أسئلتهم مثلًا أو تشرح موضوع معين وغير ذلك من أنواع الفيديوهات العديدة.
3- إعلانات فيس بوك هي الُستقبل: يوجد أكثر من 3 مِليون مُعلن يستخدمون الفيس بوك للوصول إلى عملائهم المُحتملين(وِفقًا لموقع AdWeek)
في ظل تحديثات فيس بوك المُستمرة والتقليل من نسبة وصول المنشورات إلى المُستخدمين بشكل طبيعي بدون إعلانات، أصبح لِزامًا علينا الدفع حتى نَتمكّن من الوصول إلى العملاء المُحتملين على فيس بوك. ولكن الأمر ليس سيئًا كما تتخيل، حيث أن شراء الإعلانات على فيس بوك يُعد واحد من أكثر الأساليب التي يُمكنها تحقيق عائد إستثماري مُناسب (ROI).
وشبكة فيس بوك العملاقة لديها ما يقارب من 2 مليار مُستخدم نشط بشكل شهري، وآلية عمل الإعلانات المُتطورة لدى فيس بوك تسمح لك بالوصول إلى عملائك المُحتملين بأبسط صورة ممكن، حيث توفر لك العديد من خيارات الإستهداف المُختلفة والتي تُساهم في وصول إعلانك إلى الفئة الصحيحة مثل الحالة الإجتماعية والتعليم وغير ذلك.
كما تسمح لك بتحديد الهدف المنشود من هذا الإعلان مثل تحويل المُشاهدين إلى موقعك أو زيادة مُعدل التحويل في موقعك وأيضًا الحصول على تنزيلات للتطبيقات وغير ذلك من الأهداف. يُمكنك البدء بميزانية بسيطة مثل 100 دولار مثلًا وإختيار هدف كتحويل المُشاهدين إلى صفحة هبوط داخل موقعك ومن ثم يُمكنك مُتابعة النتائج وتهيئتها حتى تصل إلى ما تريد.
4-وتزداد هيمنة الشبكات الإجتماعية: تؤثر شكبات التواصل الإجتماعي على 93% من المٌتسوقين قبل قرار إتمام عملية الشراء(وِفقًا لموقع Ironpaper )
عادةً ما تستخدم وسائل التواصل الإجتماعي في التعبير عن الآراء أو التواصل مع الأصدقاء أو حتى إظهار الكراهية لعلامة تِجارية مُعينة؛ ولكنها أيضًا تُستخدم لفتح نِقاشات حول مُنتجات مُعينة أو حتى علامات تِجارية بعينها، وهناك شبكات مثل Pinterest تستخدم بكثرة في الترويج للمواد الإعلانية.
وقد نُشرت أحد دراسات الحالات على موقع Smart Marketer حول شخص يُدعى Ezra حيث تمكن من الحصول على 520 عملية بيع لمُنتجاته رقميًا وهو ما يبلغ قيمته حوالي 41 ألف دولار عائد في مقابل 775 دولار فقط قام بصرفها على المنشورات المدفوعة على الشبكة. يمكنك قراءة القصة كاملة من هنا.
وذلك يُوضح مدى فعالية مِثل هذه الشبكات في الترويج لمنتجك والحصول على عائد إستثماري كبير للغاية كما نرى في المِثال السابق، وربما يؤدي ذلك إلى ظهور التجارة من خلال الشبكات الإجتماعية-Social Commerce-والتي ربما ظهرت بالفعل، وسنرى قريبًا زر”إشتري الآن” يظهر على الشبكات الإجتماعية بوضوح.
هذه الأمور توضح لنا جيدًا أهمية الإهتمام بشبكة الإجتماعية كوسيلة فعّالة للترويج لمُنتجاتك والحصول على عُملاء جدد.
5-عصر التخصيص: 56% من العملاء يُفضلون أن يحظوا بتجربة شِراء مُميزة (تِبعًا لموقع Usbailla)
من الأمور الواضحة تمامًا أن جميعنا كعملاء نرغب في الحصول على بعض التمييز والإستثناءات في عمليات الشراء وفي أحد الإستبيانات قال 75% من المسوقين أن فاعليات التسويق المُباشرة (وجهًا لوجه) هي أكثر وسائل التسويق فعّالية. يجب أن يشعر المُستخدم أو العميل أن الشئ الذي يقوم بشراءه أو إستخدامه مصنوع من أجله خصيصًا ومصمم ليُناسب إحتياجاته، ويمكننا تطبيق آلية التخصيص هذه في شتى المجالات وليست فقط في التجارة الإلكترونية.
أحد أهم الأجزء التي تُشكل تجربة الشراء هي خدمة العملاء والتي قد تؤثر بشكل هائل على مدى رضى المُستخدمين عن الخدمات، حيث أن تجارب العُملاء السيئة تكلف الشركات 41 بليون دولار خسائر كل عام. يُمكنك إستخدام جميع المعلومات التي تعرفها حول عُملائك في تقديم أفضل تجربة شراء مُمكنة والبدء في تخصيص النشرات البريدية وصفحات الهبوط وحتى صفحات موقعك وذلك بناءًا على هذه المعلومات والأرقام. لم يَعد هناك مجالًا للبريد الإلكتروني المنسوخ من موقع آخر أو النسخ المُكررة من صفحات الهبوط في عام 2016.
6-المُحتوى يزداد مُلكه: التسويق عبر المُحتوى يُكلف 69% اقل من الوسائل التقليدية ويحقق عائد إستثماري 3 مرات أكثر.
إسثتمار الوقت والمال في بناء مُحتوى عالي الجودة وفقًا لإستراتيجة تسويق عبر المحتوى واضحة، سوف يساهم في تقليل تكاليف عملية التسويق الرقمي وتحقيق عائد 3 مرات أعلى من غيره، إذًا هي مُعادلة عظيمة: سعر أقل وعوائد أعلى.
تُؤمن الشركات التي تستخدم التسويق عبر المُحتوى كوسيلة تسويقية أنه يُساعدهم بشكل أساسي في تحقق أهدافهم المُختلفة بداية من زيادة الوعي بالعلامة التجارية والإرتباط مع الجمهور مرورًا بزيادة المبيعات إلى زيادة ولاء العُملاء.
وهذه هي الأسباب التي تجعل العديد من الشركات تستثمر في التسويق عبر المحتوى، هذا لا يمنع أبدًا من أهمية النظر إلى الوسائل الآخرى من وسائل التسويق سواء التقليدية أو غيرها، فالمُسوق الناجح لا يرمى بجميع كُراته في سلة واحدة بل يقوم بتوزيع جُهوده هُنا وهناك حتى يتثنى من معرفة طُرق التسويق المُناسبة لمشروعه.
الخُلاصة
إذا كُنت ترغب في بناء مشروع قوى ومُزدهر يجب عليك أن تعتمد بِشكل أساسي على الأرقام والإحصائيات بعيدًا عن التكهنات وبعيدًا عن التحدث بلغة الإحتمالات. الست إحصائيات التي شاركتها معَك في هذا المقال أعتقد أنها ساعدتك في معرفة الطريق الذي يتجه نحوه عالم التسويق الرقمي أو الإلكتروني، هذه هي الخطوط العريضة التي يجب عليك إتباعها في بناء خُطتك التسويقية والباقي يتعلق برؤية مشروعك وأهدافك.
ما هي أكثر إحصائية صادمة في المقال من وجهة نظرك؟ وكيف تخطط لاخذ هذه الإحصائيات في إعتبارك أثناء بناء الإستراتيجية التسويقية الخاصة بمشروعك؟ شاركنا ردك وأسئلتك.
Comments