أنشأ الإنسان لغةً للحاسوب، مترجمًا فيها لغته إلى شيفرات وجمل مركبة بتركيب محدد له قواعده وأسسه، ولا يجيدها إلا ثلة التقنيين والمطورين، وإذا أراد الإنسان التفاعل مع الحاسوب تفاعل معه بلغته وكان ما وراء تفاعله ترجمات كثيرة لأفعاله حتى يفهمها ويطبقها الحاسوب.
على سبيل المثال، كتابة مقال كهذا على محرر للكتابة يتنبأ بوجود أخطاء املائية ويطرح تصحيحًا لها، هذا حتمًا ليس لأن الحاسوب أدرك لغتنا بل لأن الجمل ترجمت للغة الحاسوب عبر الخوارزميات، وكذلك أيضا (نظام أسماء النطاق) فعند كتابة (wpar.net) لا يعرف الحاسوب أنك تريد الذهاب لموقع ووردبريس بالعربية إلا بعد الترجمة إلى لغته، وبدلًا من تكليف الإنسان بحفظ اسم النطاق بلغة الحاسوب كان لا بد وجود البديل وهكذا ببساطة يشرح عمل نظام أسماء النطاق.
ما هو DNS
بناء على ما سبق وبكلمات بسيطة (DNS) هو نظام يترجم لغة الإنسان إلى لغة الحاسوب، فيضع بديلًا لكل عنوان IP للأجهزة المتصلة عبر الإنترنت -مهما كان نوعها- بأسماء من السهل حفظها والتعامل معها.
تمامًا كنظام دليل الهاتف فبدلًا من حفظ الأرقام جميعها في عقلك وكتابتها كاملة في كل مرة أردت الاتصال بأحدهم فأنت تحفظها مع الاسم وتستخدم الاسم للاتصال بالرقم، ولكن الهاتف لا يعتمد على الاسم للاتصال بل على الرقم، وهذه تمامًا طريقة عمل DNS.
وظائف DNS
لا يمكننا فصل التعريف بـ (DNS) بوظيفته حيث أنه معرفٌ بها، وتقنيًا هو خدمة على الانترنت تترجم الاسم إلى عنوان IP عن طريق قاعدة بيانات مخزنة على خادم DNS تربط الاسم بعنوان IP، فيعطي مستخدم الحاسوب الاسم (wpar.com) مثلا ويجري DNS عملية مقارنة بين الاسم المدخل والبيانات المخزنة لديه ليأخذ عنوان الـ IP ويترجمها للحاسوب المتصل بشبكة الانترنت، ليقدّم الحاسوب النتيجة المطلوبة للمستخدِم.
ويمكن ألّا يتوافر اسم النطاق وعنوان الـ IP الخاص به، فيلجأ DNS في هذه الحالة إلى خادم أكبر منه اسمه Root DNS فيطلب منه عنوان IP غير المتوفر لديه، فيقوم خادم Root بتزويده به ولئلا تتكرر العودة لخادم Root، يحفظ DNS اسم النطاق وعنوان IP في قاعدة بياناته.
إدارة DNS
تترتب عليك مهام إدارية متعلقة بـ DNS لذلك عليك معرفة أن إدارة نظام مجال الأسماء تتم عن طريق المُضيف، ممن اشتريت من قِبله اسم مجالك وعليك الانتباه أيضًا لأن شراء اسم المجال من طرف رخيص السعر، قد لا يوفّر لك تحكّم عالي بمجالك.
ونظام مجال الأسماء يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي خوادم الأسماء (nameservers) وملفات المنطقة (zone file) والسجلات (records) وكل هذه الأجزاء مرتبطة ببعضها لذلك يجب ضمان عمل جزء بشكل صحيح حتى يوصلك DNS أخيرًا لوجهتك.
أما عند التعامل مع DNS WordPress هناك أربع سجلات مهمة يتم العمل عليها وهي:
سجلات A: حيث أخذت اسمها من كلمة Address، وتشير ببساطة إلى IP Address لمجال محدد. وأبرز استخدام سجلات A هو عمليات البحث عن تطابق بين اسم المجال مثل (Wpar.net) والعنوان المسجّل على IPv4 وهو الاصدار 4 من بروتوكول الإنترنت وهي التقنية الأساسية التي توصل الأجهزة بالانترنت.
سجل خوادم الأسماء (Nameserver): ويشير إلى الخادم الذي يملك ملفات DNS الفعلية، وهو الذي يدلل الانترنت على الوجهة المطلوبة من قِبل الجهاز، ويوجد خادم أسماء أساسي، وخوادم أخرى ثانوية تستخدم لزيادة الموثوقية، لضمان استمرارية العمل في حال تعطّل أحدها، والخوادم الثانوية تحتوي على نسخ طبق الأصل عن الملفات الموجودة في الخادم الأساسي، وأي تحديث على ملفات الخادم الأساسي يعني تحديث على ملفات الخوادم الثانوية.
سجلات (الأسماء المتعارف عليها) (Canonical Name) وهي سجلات تستخدم كبديل عن سجلات A إذا كان النطاق أو النطاق الفرعي اسمًا مستعارًا لنطاق آخر، وهو يشير إلى اسم نطاق فقط ولا يشير إلى IP address اطلاقًا.
ملفات تبادل البريد (mail exchange MX): وهي ببساطة خادم يحتوي على ملفات توجّه البريد المرسل إلى موقعك إلى IP address محدد من قبلك، ويمكن أن يكون أكثر من عنوان لتجنّب تعطّل الخدمة في حال فشل خادم من هذه الخوادم.
الإشارة لاسم النطاق
ننتقل الآن إلى الإشارة إلى اسم النطاق، وهي الطريقة التي يتم عبرها ربط اسم النطاق مع المستضيف، سواء كانت استضافة لأول مرة، أو استضافة على موقع جديد أو في حال أردت لجميع أسماء النطاقات التي لديك الإشارة إلى مكان واحد.
من الجدير بالذكر ومما يجب التنبّه له، أن عملية الانتقال من موقع استضافة لآخر قد يتسبب بحجب موقعك عن المستخدمين إلى حين أن يتم الربط للموقع المستضيف الجديد.
سنذكر هنا خطوات وإجراءات الإشارة لاسم النطاق، وهذه الخطوات ليست إلزامية لكل مواقع الاستضافة وقد تختلف من واحد لآخر، حسب متطلبات الموقع، ولكن يمكن استخدامها كإرشاد عام حول الخطوات الرئيسية لفعل ذلك، وهي كالتالي:
من حساب المستضيف انت بحاجة للـ IP address الخاص بك أو الـ IP address المشترك مع حساب المستضيف، وبكلا الحالتين تستطيع الحصول على العناوين من خلال شاشة cPanel عبر المعلومات الإحصائية الموجودة على يسار الشاشة.
يجب امتلاك موقع فعّال ومنشأ على ووردبريس بشكل صحيح، مع تخزين الملفات باستخدام النطاق الخاص بك كمجلد فرعي، أو في public_html إذا كان النطاق على الحساب فقط.
أدخل نظام أسماء النطاق، إذا كان لديك عمود يساوي @ من نوع A record وآخر يساوي WWW فعدّل قيمتهما إلى قيمة الـ IP address الذي حصلت عليه في الخطوة السابقة من cPanel، أما إذا كانت قيمة WWW من نوع CNAME فنكتفي بتعديل قيمة @ من نوع A record وقيمة CNAME ستتعدّل تلقائيًا.
وبهذه الخطوات تكون قد وجّهت نطاقك للعنوان المطلوب بنجاح.
تغيير خوادم الأسماء
تحدّثنا حول خوادم الأسماء سابقًا بإيجاز، وعلمنا أنها تعطي صلاحيات التحكّم في DNS الخاص بك، لمزود الخدمة على الإنترنت، وهذا ما قد يضعف تحكّمك بها، لذا قد تحتاج لتعديل خوادم الأسماء وهنا الطريقة لذلك:
سجّل الدخول إلى مكان تسجيل نطاقك حيثما كان، ثم أدخل على نظام أسماء النطاق حيث ستظهر لك قائمة تحتوي على نطاقات مختلفة إذا كان النطاق الذي تريده موجود على القائمة أنقر عليها فحسب، أما إذا لا فانقر على (إدارة DNS).
ابحث عن قسم خوادم الأسماء.
أضف خوادم الأسماء للمزود المطلوب ثم انقر على تحديث.
ووجب التنويه أن عملية تغيير أسماء الخوادم قد تستغرق مدة 24 ساعة وفي هذه الأثناء سيكون DNS الخاص بك خارجًا عن الإدارة.
تحديث DNS
هو مصطلح تقني يشير إلى عملية التحديث التي تطرأ على DNS وقد تعطّل موقعك لفترة معينة، ولكنها مجرّد تغييرات تحدث تصدر إصدارًا جديدًا من نظام DNS الخاص بك، هذه العملية قد تأخذ بعض الوقت لأنها يجب أن تُلاحظ من قبل مزودي خدمات الإنترنت حول العالم ثم تعديل نقاط الالتقاء لديهم مع الإصدار الجديد، وحتى يتم سحب النسخة القديمة لموقعك واستبدالها بالجديدة ليتسنّى للزوار استخدامها.
ستخبرك شركات تزويد خدمة الانترنت أن العملية ستأخذ وقت يصل إلى أكثر من 48 ساعة ولكن في الواقع لن تأخذ سوى بضع لحظات، وفي حال كنت تشاهد التغييرات على أداة مراقبة التحديث ولم يطرأ شيء لمدة ساعة فيجب الاتصال بالمُضيف لحل العطب.
وسبب التأخير قد يُعزى لعدة أسباب منها:
ذاكرة التخزين المؤقت لـ DNS – مدة البقاء (TTL) وهي المدة التي يُسمح خلالها بيانات DNS بالبقاء في ذاكرة التخزين المؤقت لجهاز محلي، غالبًا ما تتسبب إعدادات TTL الأعلى في تأخير نشر DNS.
مزود الخدمة يأخذ نسخة عن نتائج DNS مما يسهّل على المستخدمين الوصول للموقع، وكل موقع يطلبه المستخدم يقوم مزود الخدمة بأخذ نسخة من DNS عنه لمرة واحدة، ويعطي هذه النتيجة لأكثر من مستخدم، وقد يتجاهل بعض مزودي الخدمة قواعد TTL التي لها صلاحية لمدة محدودة مما يجعل عملية التحديث تأخذ وقتًا أطول.
وبالطبع الأسباب أكثر من ذلك وكل سبب له الحل المناسب له، ومن الحديث عن نسخ DNS التي تتعامل معها مزودي الخدمات لننتقل إلى موضوع مهم وهو العلاقة بين ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) ونظام أسماء النطاق.
ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) ونظام أسماء النطاق
يُحتفظ في ذاكرة التخزين المؤقت نسخة عن موقعك الإلكتروني، ليعرضها للمستخدمين سريعًا دون الانتظار لتحميل الموقع في كل مرة يطلبه المستخدم، لذلك في كل مرة تحدّث موقعك الإلكتروني يجب تحديث النسخة المحفوظة في ذاكرة التخزين المؤقت لعرض النسخة الأخيرة من موقعك للمستخدمين، ولكن لا يحدث هذا تمامًا لأن التحديثات على موقعك الإلكتروني لا تعني بالضرورة التحديث على نسخ المخزّنة في ذاكرة التخزين المؤقت، لذا يحدث بعض التأخير والعلل.
عدا عن التأخير، إذا كان لديك بعض الثغرات والمشاكل في موقعك وأجريت عليه بعض التحسينات، إذا أردت عرض الموقع بصورته الجديدة المحسّنة، قد تظهر للمستخدمين الآخرين النسخة القديمة وسيواجهون نفس المشاكل، ولن يلاحظوا التحسينات التي حدثت، لذلك من المهم جدًا عند إجراء أي تحسينات يجب إفراغ ذاكرة التخزين المؤقت واستبدال النسخ القديمة بالنسخ الجديدة المحسنّة لتجنّب هذا الخطأ، وهذه خطوات تفريغ ذاكرة التخزين المؤقت:
يجب معرفة كم حجم ذاكرة التخزين المؤقت المراد افراغه، حدّد ما إذا كنت تريد افراغها تمامًا أو افراغ نوع محدد من أنواع ذاكرة التخزين المؤقت.
بعد تحديد حجم الذاكرة المراد افراغها، ابدأ عملية التفريغ، إذا كنت تستخدم (إضافة) لذلك سيكون خيار المسح متوفر في نظام إدارة المحتوى ضمن الإعدادات / الأدوات أو داخل لوحة معلومات WordPress. أما بالنسبة لذاكرة التخزين المؤقت للخادم ، فيتم ذلك عبر cPanel، من خلال قسم “التخزين المؤقت”.
أعد تحميل الصفحة من خلال الضغط على Ctrl + مفتاح التحديث، وهذه الطريقة لمتصفّح google chrome.
يجب التنويه أن هذه خطوات عامة، وتختلف باختلاف نوع ذاكرة التخزين المؤقت ونوع المتصفح المستخدم وغيرها من الحيثيات.
إلى هنا نكون قد تناولنا أهم المواضيع المتعلقة بـ DNS وتعرفنا بشكل أساسي على مفهمومه ووظيفته الأساسية واستخداماته وكيف يمكننا التعامل معه والاستفادة منه على أفضل شكل، ولا نستطيع القول أننا غطينا كل ما هو متعلق بـ DNS لأنه مفهوم شامل وواسع ويختلف استخدامه من سياق لآخر، نرجو لكم الفائدة والمتعة في قراءته.
Comments